- الأربعاء، 29 يناير 2020 / الساعة :
- 07:01

لا ترتبط خطة السلام التي كشف الرئيس الأميركي دونالد ترمب عن مضمونها في البيت البيض مساء الثلاثاء، فقط بالنزاع الفلسطيني- الاسرائيلي وحسب، بل تطال بعض البلدان المُحيطة بفلسطين، لا سيما الدول المُضيفة للاجئين الفلسطينيين الذي غاب حق عودتهم عن تلك الخطة، ما وضع علامات استفهام حول مصيرهم.
ويأتي في السياق لبنان الذي يستضيف آلاف اللاجئين الفلسطينيين منذ بدء النزاع الفلسطيني-الاسرائيلي وتصاعد الشكوك والمخاوف من فرض خيار التوطين.
توطين اللاجئين الفلسطينيين
تعليقاً على تلك النقطة، رأى رئيس لجنة الحوار اللبناني-الفلسطيني الوزير السابق حسن منيمنة في تصريح لـ"العربية.نت" "أن الخطة لم تأتِ على ذكر قضية اللاجئين الفلسطينيين المنتشرين في دول الجوار ما يعني إمكانية توطينهم في الدول المُضيفة ومنها لبنان".
كما أكد "أن لبنان لا يستطيع توطين اللاجئين الفلسطينيين، وهو أعلن ذلك في أكثر من مناسبة واستحقاق، كما أن بند رفض التوطين تم ادراجه في الدستور وفي معظم البيانات الوزارية للحكومات المتعاقبة، ما يعني أن هناك اجماعاً لبنانياً رسمياً وشعبياً على رفضه تحت اي شكل من الاشكال".
وأوضح "ان لبنان أقرّ رسمياً بحق الفلسطينيين بدولة فلسطين في حدود العام 1967".
12 مخيماً فلسطينياً
يذكر أن عدد اللاجئين الفلسطينيين "المُسجلّين" لدى وكالة "الاونروا" والمديرية العامة للشؤون السياسية واللاجئين في وزارة الداخلية اللبنانية يبلغ نحو 500 ألف، على الرغم من أن بعض السياسيين والمسؤولين اللبنانيين يؤكدون أن العدد أكبر بكثير، إلا أن الظروف المعيشية الصعبة والقاسية التي واجهوها في لبنان دفعت بعضهم إلى الهجرة إلى دول أخرى بحثاً عن حياة كريمة ولائقة.
ويتوزّع اللاجئون الفلسطينيون على 12 مخيما وضمن تجمّعات فلسطينية في مناطق بيروت والشمال والجنوب والبقاع الأكبر فيها مخيم عين الحلوة في مدينة صيدا جنوب لبنان.
كما أكد منيمنة "ان الخطة لم تُقدّم شيئاً عن الذي سُرّب منها في وقت سابق، وهي أبقت على القدس عاصمة لإسرائيل والجولان تحت سيادتها من دون المجيء على ذكر قضية اللاجئين الفلسطينيين المنتشرين في الدول المجاورة ما يعني "فرض" توطينهم فيها وإسقاط حق العودة بشكل كامل".
إلى ذلك، رأى أن الخطة المذكورة " تُقدّم حلاً عادلاً للقضية الفلسطينية"
يوم غضب في المخيمات
وفور اعلانها، شهدت شوارع مخيم عين الحلوة تظاهرة رفضا للخطة، وأعلنت حركة "فتح - إقليم لبنان" في بيان، "الاستنفار الشامل في صفوفها وأطرها الحركية كافة، بحيث يكون يوم الأربعاء يوم غضب يتخلله إضراب في المدارس والمؤسسات كافة، ردا على الإعلان الأميركي.
بدوره، قال قائد القوى الأمنية في المخيمات الفلسطينية منير المقدح لـ"العربية.نت" "إننا متمسّكون بحقّ العودة ونرفض التوطين، وموقف لبنان الرسمي واضح برفض التوطين".
كما أضاف "نحن داعمون لموقف الرئيس الفلسطيني محمود عباس بشأن الخطة، ونحن كلاجئين في لبنان رهن إشارته، وبدأنا كفصائل داخل المخيمات في لبنان بالتحرّك من خلال عقد سلسلة لقاءات واجتماعات من أجل تنسيق الخطوات ووضع برنامج عمل يتناسب مع تحرّكات الفلسطينيين داخل فلسطين وفي الخارج".
إلى ذلك، اعتبر أن "خطة ترمب تعد على حقوق الشعب الفلسطيني، خصوصاً ان موضوع اللاجئين غير وارد فيها، وتعارض الشرعية الدولية وقرارات الأمم المتحدة."